لم تمنعه لحيته البيضاء الطويلة، وقداسة منصبه، وقطعة "البيز" المعلقة على مؤخرة رأسه؛ دون "جرجرته" في المحاكم بعد أن تورط في قضية "شهادات وهمية".. الحاخام الأكبر لإسرائيل "الياهو باكشي دورون" لم تنقذه قداسته من نيل العقوبة على جريمة الاحتيال التي اقترفها.. فالقضية هنا ارتكابه جريمة "تزوير واحتيال" ولا قيمة لأي شيء آخر.
وزير الدفاع الألماني "كارل تيودور تسوجوتنبرج" جرد من شهادة الدكتوراه التي يحملها، واضطر صاغراً لتقديم استقالته، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز بمنصب "المستشار الألماني".. كل ذلك كان بسبب "احتياله" بنقل أجزاء من رسالته لنيل الدكتوراه من مصادر أخرى.
الوزير الألماني لم يبادر للاستقالة بمحض إرادته؛ بل كان ذلك نتيجة احتجاج نحو 200 أكاديمي ألماني على استمراره في منصبه، مدفوعين بإحساسهم بالمسؤولية والأمانة العلمية.
على المستوى المحلي، يبدو المشهد محبطاً ومخزياً في ذات الوقت، إذ يتصدى الأخ الكريم الدكتور موافق الرويلي "عضو مجلس الشورى" وحده في مواجهة جريمة "التزوير والاحتيال في الشهادات الأكاديمية الوهمية" باستثناء بعض التصريحات الخجولة التي تصدر من بعض الجهات.
وفيما يحظى مئات "المحتالين" بمناصبهم ومسؤولياتهم، ويستعرضون ألقابهم "المغشوشة"؛ لم يتحرك الأكاديميون السعوديون وجامعاتهم ووزارتهم لمواجههتم.. بل حتى "نزاهة" التي يفترض بها مكافحة الفساد، تخلت عن الأمر وكأنه لا يعنيها، رغم فداحة جرم "الشهادات الوهمية" باعتبارها أس الفساد.
جامعة الملك فيصل كانت الجامعة الوحيدة التي بادرت مشكورة بإشعال شمعة في هذا الظلام الحالك، حين استضافت، أول من أمس، بالتعاون مع أدبي الأحساء، الدكتور موافق الرويلي لإلقاء محاضرة عن الشهادات الوهمية.. كما يحسب لمجلس الشورى قراره الأخير بالـموافـقة على مـشـروع نظام توثيق ومعادلة الشهادات العليا.
يقول الكاتب العراقي هادي جلو: "استخدام الشهادات المزورة له أثر مدمر على البلاد، لأنه يعني أن البلد يدار بواسطة أشخاص بلا كفاءة وأحيانا أميين".. وأتساءل أنا: "ترى كم مسؤولا محتالا ما زال يواصل تدمير بلادنا؟!".