الأحد، 24 يونيو 2018

خواطر من المقبرة...وداعاً أباأمجد الدكتور ناصرحمود أبوذراع





✍بقلم :ماجد بن ساعد بن عليان أبوذراع البلوي
 حرر مساء الاثنين ١٤٣٩/١٠/١٠


تعمدت أن أقف على قبرك  بعد يوم من دفنك ...

تعمدت أن أفضفض مع قبرك الصامت لأقول لك
مسائيات محبوبك الشاي الممزوج بالنعناع
مساء الوداع  القاسي
والحلم الذي ضاع
مساء الوقوف المتعب ...
مساء الذكرى الجميلة ، ودمعة الإلتياع

مساء الضحكة الذي سافرت معك ، مساء الأوجاع التي بقيت هنا بين جوانح ماجد ، بعد الوداع

مساء النور .. مساء الحبور ... على كل القبور ... وأخص قبر أخي وصديقي وابن عمي ، وخال أولادي الدكتور : ناصرحمود سلامه أبوذراع


( ساعة لن تنسى ) ...

كان فجر  الأحد موعد الفراق ، وساعة الرحيل ، ودقائق الفجيعة ، وزمان الصمت الصارخ ،
رحل الدكتور أبو أمجد فجرا دون انتظار ، أو موعد ، أو رسالة ، أو إشارة ، أو نظرة ، أو وصية ...
 سافر دون أن يحمل الحقائب كل العادة ، ويوّدع  ويصافح ويقبل أحبابه من عند الباب ...  لم يتجشم   للمطار ، بل كانت رحلته من بيته ومن على سريره إلى  مطار دار الآخرة ومثوى الصالحين بإذن الله ....

سافر أبو أمجد سفرا لا رجوع بعده ، وبطائرة لن تعود ، ومن مطار لن تحلق منه سوى طائرته
ليكون الموعد الجنة بإذن الله

كانت  خبر وفاته مؤلم  ومحزن  لجميع من يعرف الدكتور ناصر صاحب الأخلاق الطيبة، والسيرة العطرة، والنوايا الحسنة، والتواضع الجم ،وجمال المعشر، وعذب الألفاظ ، وكمال العطاء والكرم .


(طرف من حياة مكافح )...

وُلد الدكتور ناصر ١٣٩٤ بمدينة الرياض وفي السنوات الأولى من عمره أصيب بحرارة على إثرها أعطي إبرة من طبيب بالخطأ فأصيب بأعاقة  دائمة بإحدى رجلية ليتوقف نموها نسبياً فكان في فترة من الفترات يمشي على يديه ورجليه فتحسنت أحواله قليلا  فأكمل دارسته الإبتدائية ثم المتوسطة ثم الثانوية ثم التحق بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة ليكمل البكالوريوس ثم يكمل الماجستير في قسم الأحياء ، ثم يبتعث إلى نيوزلندا ليمكث بها عدة سنوات من ضمن برنامج الدكتوراة  ثم يواصل دراسته في جامعة جدة وقبل ثلاثة أسابيع في شهر رمضان ١٤ث٩  يناقش رسالته في الدكتوراه فيمنح درجة الإمتياز مع مرتبة الشرف وتمت التوصية على نشر بحثه من قبل اللجنة المانحة

( عريس غائب )

فكان من ترتيبات العائلة أن يقام له حفل بهذا المناسبة بمدينة تبوك الأسبوع القادم ولكن أمر الله فوق كل أمر
ومشيئة الله خير
لتؤجل جميع المراسم ، وتقيض الخيام ، وتتوقف الأقلام ، وتنطفئ الشموع ، وتؤجل الهدايا، وتطوى الأقمشة الحريرية ، والورود المجففة لوقتٍ آخر   فالعريس غائب ، والحبيب مضى نحو ربه فهناك ثمة فرح ، وثمة سعادة ، وثمة سكينة .


هنا ... تنحدر دموعي على صحن خدي رغما عني  ويتوقف مداد حبري ، وتتخبط يدي  لمواقف عالقة  لا استطيع ذكرها مع هذا الإنسان العزيز ..

آن أن ترتاح يا أبا أمجد ، اجهدت نفسك بطلب العلم ، وتحصيل المعارف، أنفقت مالك ، وحُرمت الجلوس مع ابنائك وإخوانك  للوصول للهدف الأسمى ، والأمنية السامية  فوصلت وصول الأبطال  بفضل الله ثم بكفاحك ومواصلتك

 شهدت لك قارة أوربا وجامعاتها  ، ومطارات أسيا وسفاراتها ، حلقت فوقها سمائها مهاجرا ، طالبا للعلم ،  حاملا أقلامك ، فارداً أوراقك ،  مرهقاً جسدك  عازما على تحقيق مرادك ، فنعم العزيمة والهمة والهدف ..

(اللقاء الأخير )...

كان وداعي له مختلفا ً
وشعوري مختلفاً
والمكان مختلفاً
والوقت مختلفاً

كانت المعايدة في قسم الحالات الحرجة بالمستشفى وكانت قُبلتي على جبينه البارد الذي فارقته الروح قبل سويعات
فوداعا ابا أمجد والموعد الجنة

هكذا يا ابنائي ...كان خالكم ناصر .. هكذا يابني هشام كان خالكم قلعة في الصبر ، وروح التحدي ، وعزيمة المؤمن ، في طلب العلم وتحصيله ، هذه الكلمات شذرات مسافر ،و طيف من أطياف ، قطرة من بحر ، وإلا في الذاكرة مواقف لا تحويها مقالة أو مقالات
أود ان لاتتسوه من خالص دعائكم

وتقبلوا تحيات محبكم
ماجد بن ساعد بن عليان أبوذراع البلوي
 حرر مساء الاثنين ١٤٣٩/١٠/١٠

المتواجدون حاليا

تابعنا على الفيسبوك

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

Blog Archive

Contact

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

المتابعون

المشاركات الشائعة